حُـــــلم ...
"دخلت الى
بائع الذهب وبدأت ابحث عن شيء يعجبني لأشتري منه اقراط لأختي , واذا بالبائع يقترح
ان يريني شيء ثمين , قال لابد انه سيعجبني ... ليأخذ من بين ما يعرضه صندوق , فتحه
لي ..لأجد بداخله مصحف ... عندها استيقظت .... كان شيء غريب انتابني وكأنه لم يكن
حُلم , ومع مرور الأيام لم انسى ذلك الحلم وتفاصيله... ."
ذات يوم من أيام الصيف , رن هاتفي لأجدها
اختي , وإذ بها تبكي وتقول ...خالي حالته حرجة ومريض , صدمت ,لم يكن مريض .... ما
الذي أصابه !!... كان قريب لي كأخي الأكبر ... ذهبت الى بيتهم لأجد الجميع يبكي
... اسألهم يقولون انه بين الحياة والموت ... ما اللي حدث قالوا كان بصحة جيدة
ولكن في خلال يوم تدهورت حالته ليدخل في غيبوبة ... .
كنت أحس بنفسي مكتوفة اليدين سوى الدعاء
له بالشفاء , و تبادر في ذهني ذلك الوقت شيء واحد.... "تداووا بالصدقات
"... لم يكن حينها عندي ما أدفعه صدقة من نقود , ولكن كان عندي خاتم قريب الى
قلبي , فأخذته وذهبت به الى سوق الصاغة , وانا امر من بين أبواب محلات الذهب
والفضة , اذا بي أرى باب محل أول ما رأيته تذكرت ذلك الحلم الذي راودني في
أحد الليالي ... لقد ذهلت كان هو ذلك المحل .. مع أنني لم أدخله من قبل , وإذ
بقدمي تقوداني إليه ... دخلت وألقيت السلام على صاحبه الذي كان منكباً على قراءة
المصحف ... وعند سلامي عليه رفع رأسه
ليلقي السلام ... كان رجل في متوسط العمر .. اسمر البشرة ... ابتسم وقال :تفضلي...
أعطيته الخاتم الذي أريد بيعه ... وقلت :أريد بيع هذا الخاتم .. وزنه وأعطاني سعره
فوافقت .... ولم أجد نفسي إلا وانا أخبره بقصة خالي ... وإذا به يقول لي : هل
تعلمي أنني كنت في يوماً ما قريب الى الموت الى درجة كبيرة , ولكن الله زاد في
عمري ... لأتقرب له أكثر ...
فلم
أتمالك نفسي وقلت له قصة حلمي ... وأنه أعطاني مصحف في الحلم ... أستغرب الرجل
وقال لي : ربما لن تصدقي أنني بعدما مررت به من وعكة صحية ورأيت الموت خلالها ....
أصبحت مداوم على قراءة القرآن وأختمه في
أسبوع ...
خرجت من عنده بعد أن بعت الخاتم , وزادني في
سعره ... وانا ابتسم .... أصبحت متيقنة من وقتها أن ما يمر بنا في حياتنا لم يمر
هباءً .... .
وبعد عدة أيام , خرج خالي من غيبوبته , ومع
الأيام أصبح يتعافى والحمد لله ... .